قبل يومٍ من لقائهما المرتقب في نصف نهائي أمم إفريقيا 27 بأنجولا، يطمح كل من منتخبي مصر والجزائر إلى الوصول للمباراة النهائية وإن اختلفت الدوافع لدى كل منهما. برنامج صدى الملاعب قدم لمشاهديه تمهيدًا عن اللقاء العربي، فكيف رآه حمادي القردابو؟
"المنتخبان دخلا مغامرة أنجولا وهدف كل منهما إسعاد عشاقه مهما كان اسم المنافس أو هويته، المنتخب المصري حلمه الدفاع عن لقبه للمرة الثالثة على التوالي ليعزز سيطرته الإفريقية برقمٍ قياسيٍ جديد، أما الجزائري فحلمه لقبٌ إفريقيٌ ثانٍ ومعنويات عالية قبل المغامرة المونديالية الأخطر والأهم.
"في أنجولا نجح المنتخبان العربيان في تأكيد أنهما الأفضل بين الواصلين إلى دور الأربعة، وفي أنجولا أكد الجزائريون أحقيتهم ببلوغ نهائيات جنوب إفريقيا، وأكد المصريون أن الحظ لم ينصفهم وأنهم أجدر من منتخباتٍ أخرى تأهلت وستمثل القارة السمراء.
"ولمن يتساءل فمصر هزمت نيجيريا والكاميرون قبل أيام. قراءة في تاريخ المنتخبين وكل المنتخبات كبيرة كانت أو صغيرة وعبر أنحاء المعمورة ستذكرنا أن كرة القدم انتصارات وهزائم؛ يوم لك ويوم عليك، أما الأكيد فهو أن الخروج عن النص عرضي لن يتكرر.
لا للخروج عن النص
"أحيانًا يطغى الحماس فيغيب التركيز، وأحيانًا يشحن الإعلام اللاعبين ويبالغ في جعل مباراة كرة القدم قصة حياة أو موت فيضيع صوت الحكماء ويتحمل التبعات أبرياء مساكين جعلتهم الأقدار ضحية تصرفات غير مسؤولة حتما أصابها الندم بعد حين.
"الأصداء القادمة من الشقيقتين مصر والجزائر تؤكد أن ما جدَّ سابقًا أضحى من النسيان والأقدار أصرت أن يلتقي المنتخبان من جديد ليمحوا من الأذهان زلةً في تاريخ الإخوان. كلامنا لا يعني أن يتهاون المنتخبان أو أن يدعو شحاتة أو سعدان لاعبيهما إلى تقديم الفوز هدية للآخر تعبيرًا عن حسن النوايا ولكن كلامنا يعني أن يصرّ محمد روراوة وسمير زاهر وكل من له كلمة وتأثير أن يحرص اللاعبون والإطار الفني والجماهير أن تكون الغلبة للروح الرياضية قبل كل شيء.
"فإن فازت مصر فلن يعني هذا أن منتخب الجزائر ضعيف ولا يستحق المونديال، وإن فازت الجزائر فلن يعني هذا أن منتخب مصر لم يستحق لقبيه الإفريقيين السابقين. فقط هي أحكام الكرة، فبلوغ النصف النهائي يعني منافسًا على اللقب ومنافسًا على المركز الثالث.
"رجاؤنا أن تكون بنجيلا في مستوى الحدث وأن يستعد الاتحاد الإفريقي جيدًا بحكم محنك قوي الشخصية يفرض الانضباط على كل من يفكر في الخروج عن النص لأن مباراة مثالية لن يتبعها سوى تهنئة الفائز والرجاء للمهزوم بالتعويض في مقبل المنافسات."
هذا التقرير من موقع mbc صدى الملاعب