عميروش امر باعداد تقرير حول ملوزة بمجرد عودته من تونس
اغتنم حمو عميروش، مؤلف كتاب »أكفادو... سنة مع العقيد عميروش«، الصادر أخيرا عن دار »القصبة«، فرصة نزوله ضيفا على فوروم »الشروق«، ليبرّئ العقيد عميروش من المجزرة التي راح ضحيتها ـ حسب تقديره ـ أكثر من 300 من سكان قرية »بني يلمان« بملوزة، على اعتبار أنه لم يكن حينها قائدا للولاية التاريخية الثالثة، التي كان يقودها العقيد محمدي السعيد، المدعو سي ناصر.
يروي حمو عميروش، الذي رافق القائد عميروش ككاتب خاص، كيف أن ولاء قرية بني يلمان كان للحركة الوطنية الجزائرية »وحدث أن مرّ بالمنطقة فوج من جيش التحرير الوطني، فقتل اثنين من عناصره«.
ويكشف ضيف الفوروم بأن »العقيد سي ناصر أمر عبد القادر البريكي، وهو أحد المجاهدين الأشاوس الذين استقدمهم العقيد عميروش من بين منشقي الولاية التاريخية الأولى، بالتحقيق في الحادث، فانتقل هذا الأخير إلى ملوزة حيث جمع سكان قرية بني يلمان، ودعاهم إلى الكفّ عن معاداة الثورة وجيش التحرير الوطني، لكنه جُوبه بردود مهينة مما أثار غضبه فأمر بإعدام السكان، الذين تجاوز عددهم، حسب ما علمت الـ300 من بينهم أطفال ونساء«.
ويستطرد حمو عميروش: »تعرفت على عبد القادر البريكي عن قرب، فقد سافرنا سويّا في مهمة إلى تونس، كان مجاهدا مغوارا، وكان في نفس الوقت شديد الغضب«.
وعن عدد الضحايا يقول حمو عميروش: »هذا ما أعلمت به وليس لديّ أي دليل على ذلك، وكل ما أستطيع تأكيده بأن عميروش لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بمجزرة ملوزة، فحينها كان في طريق عودته من تونس«.
ويؤكد ضيف »الشروق« على أن عميروش وبمجرد عودته من تونس أمر بإعداد تقرير مفصل حول الحادثة »وأتذكر بأنني اطّلعت عليه لكن ذلك كان بشكل سريع ولم تحتفظ ذاكرتي بشيء من محتواه«، قبل أن يضيف: »رفض عميروش إثارة القضية حتى لا يشوش على قائده السابق العقيد محمدي السعيد«.
ويذكر مؤلف كتاب »أكفادو«، وهي الغابة الكثيفة التي كانت تحتضن مركز قيادة الولاية التاريخية الثالثة، بأن هذه الأخيرة شهدت أحداثا شبيهة من بينها واحدة وقعت ببرج بوعريريج، فرّ على إثرها المصالي بلونيس إلى المسيلة، قبل تسليم نفسه إلى الجيش الفرنسي«.