خواطر رمضانية

خواطر رمضانية

كل عام وأنتم بخير وكل رمضان وأرواحكم أنقى وأجسادكم أكثر طهرا..

كل عام وأنتم بخير وكل رمضان وأرواحكم أنقى وأجسادكم أكثر طهرا..
"مرّت الأيام والشهور بسرعة.. وكأن الأمس كان رمضان" هكذا كنّا نقول قبل أيام من اليوم، ولكن رمضان عام 1431هـ غير رمضان عام 1430هـ و1420 و1400 إلى آخر الأعوام التي اقتطفها الزمن سريعاً من حياتنا، فكل رمضان يأتي بنكهة جديدة.. نكهة يتمتع بها عصره وناسه، واليوم يتمتع بنكهة إلكترونية وتقنية سريعة سرّعت من أيامنا فبتنا لا نشعر حتى بقيمة الوقت ولا الزمان، فرمضان قبل خمسة وعشرين عاماً كان خاليا من رسائل البريد الإلكتروني والجوال والوسائط ومن الفيس بوك وتويتر وغيرها من هذه الأيقونات الإلكترونية والأثيرية، التي اختصرت الكثير من الوقت واختصرت معه مشاعرنا في مجرد ضغطة زر، بل في لمسة على شاشة هاتفك أو حاسوبك الذكي. وبصراحة كانت علاقاتنا وصداقتنا أقل بكثير مما نحفل به اليوم، لكنها كانت متينة وقوية وحميمة نشعر بقيمتها وصدقها ونستمتع بها.
لا أكذب عليكم؛ منذ أيام حين كنت أشاهد إعلانات الفضائيات عن برامجها ومسلسلاتها الدرامية لشهر رمضان كنتُ أعود معها إلى الذاكرة العتيقة لطفلة ما زالت تسكن روحها روحي، تجرني إلى رمضان زمان.. ما قبل الأيقونات الإلكترونية ووسائل الاتصال السريعة والفضائيات المفتوحة أمامنا الآن بهذه الخيارات الدرامية والبرامجية التي تعيش "تخمة " و"سمنة" فوق العادة، فتحتار ماذا تتابع وماذ تتركه لبعد رمضان، شعرتُ بالحنين إلى رمضان وفوازيره التي كان يقدمها أطفال المدينة وكنتُ لا أفوتها، اشتقت إلى الشيخ الطنطاوي ـ رحمة الله عليه ـ ساعة الإفطار، إلى المسابقات التي كان يحضرها لنا في جعبته الإعلامي القدير ماجد الشبل ـ شفاه الله وأطال لنا في عمره ـ ومسلسل أشعب وبعده الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ ساعة السحور إذا لم تخني الذاكرة، ثم الفضائية المصرية التي كانت تُتاح لنا في الغربية ومدينة جدة بالذات عبر "الإيريل" ـ طبعاً عصر ما قبل الدش ـ هذه القناة التي كانت نافذة مشرعة أمامنا للمسلسلات المصرية التي كان أشهرها "ليالي الحلمية" وبرامجها مع نجوم الفن والصحافة وغيرها، ورغم أنه يصحبها "تشويش" تجعل رؤية الفضائية المصرية متعبة إلا أننا كنّا نتسمر في رمضان أمامها. لقد كانت الخيارات الدرامية والبرامجية قليلة جداً في الشاشة الصغيرة لكنها كانت ممتعة جداً، لأنها مصحوبة بلمة العيلة والجيران وأولاد الحارة وبناتها بعد صلاة التراويح في مسجد الحي. أما التجوال في جدة القديمة وشارع قابل وسوق البدو والندى والتعريج على سوق المحمل والكورنيش متعة ما بعدها متعة في رمضان وليله البهي، ولا أكذب عليكم رغم مزارع "المولات" المكيفة والأسواق الحديثة والفخمة التي أزورها دوماً مع أسرتي للتبضع إلا أنها لم تنسني أبدا متعة عادتي السنوية التي غرسها والدي ـ أطال الله لي في عمره ـ منذ طفولتي؛ حين كان يأخذني معه وأختي لجدة القديمة وأسواق البلد يشتري لنا "المشبك" و"الغريبات" و"اللبنية"، ولا أعلم، فهناك أشعر أني أسترجع طفلة سرقها مني الزمن وباتت بعد سنوات وسنوات تكتب لكم هنا عبر "كلاكيتياتها".
إنها مجرد خواطر رمضانية. وأترك لكم في ظل ما ستشاهدونه من سمنة درامية وبرامجية في الفضائيات اليوم شيئا من رمضان زمان عبر هذين الرابطين. ومبارك عليكم الشهر. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]